فصل: فصل في ماهية الشعر وما يتعلق به:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في عض بعض الهوام:

فصل في سام أبرص والعظاءة:
إذا عضا خلفا في موضع العضة أسناناً صغاراً دقاقاً سوداً لا يزال الموضع يوجع ويحتك حتى ينتزع بإبريسم أو قز يمر عليها ويسقطها فيسكن الوجع وقد يخرج أسنانها الدهن والرماد ثم يُمص المرضع ويوضع في ماء حار وقد ذكروا أن أصل الطرحشقوق نافع جداً من عضته فإن عظم الوجع سقي ترياق الرتيلاء.
فصل في الأربعة والأربعين:
هو الحيوان المعروف بدخال الأذن وربما كان في طول شبر وله في كل جانب إثنان وعشرون قائمة وقد يمشي قدماً وقد ينكص بحاله وله فيما يقال سمية ما يحدث منه وجع يسير يسكن من ساعته وزهرة الخنثى من ترياقاته وربما كفى فيه استعمال الملح مع الخل.
فصل في عضّة سالامندرا:
رغم أنها هامة شبيهة بالعظاء فات أربعة أرجل قصيرة الذنب يزعمون أنها لا تحترق وإن طرحت في الأتون أطفأت ناره ويعرض لمن عضته وجع شديد والتهاب في البدن ناري وورم حار في اللسان واعتقال اللسان تمتمة ورعدة وخدور كثيراً ما يعرض منه اسوداد عضو على شكل مستدير وسقوطه.
فصل في العلاج:
قال علاجه علاج الذراريج وأخص ما يعالجون به أن يسقوا الراتينج من أي صنوبر كان مع العسل ويسقوا طبيخ كمافيطوس وطبيخ السوسن مع ورق القريص والزيت ومنهم من يعطيهم الضفادع مطبوخة ويسقيهم من مرقها ويضمدهم بلحومها وقد يأكلها أيضاً وكذلك بيض السلاحف البرّية والبحرية مطبوخاَ.
فصل في سقولوفندر البرية والبحرية:
ولست أعرفهما ولا لبُد أن يكونا مما فرغنا من ذكره قالوا أنه يعرض من عضة البرية أن تكمد العضة وتصير وردية اللون قلما تحمر حمرة ناصعة بل يسيراً جحاً ويكون وجع شديد وحكّة في البدن.
وأما البحرية فتكون عضتها مائية اللون ويشبه أن يكون علاجها علاج الرتيلاء ونحوها قال بعضهم: لتضمد بملح أو رماد بشراب أو رماد معجون بخلّ العنصل أو بالسمسم المحرق والشراب وينطل أولاً بزيت كثير بماء حار ثم يوضع عليه ذلك.
فصل في العقرب البحري:
أظن أنه يعرض من لدغة العقرب البحريّ انتفاخ البطن وهيئة استسقائية وربما عرض منه خروج الريح بغير إرادة ويجب أن يستقصى في تعرف هذه وعلاجه علاج التنين البحري والرتيلاء وقد قال من لا يوثق بقوله أن عقرب الماء حار السمّ.
فصل في العنكبوت البحري:
يشبه أن تكون أحواله تقرب من أحوال العقرب البحري.
فصل في عض الضفادع البحرية الحمر:
حكى عدة من العلماء أنها خبيثة رديئة متعزضة للحيوانات والأجسام تقفز إليها من البعد لتعضها وإن لم تتمكن من العض نفخت إليه نفخة ضارة ويعرض من عضّها ورم عظيم وهلاك سريع أقول: يشبه أن يكون علاجها بالترياق الكبير وبما يجانسه.
فصل في جملة علاج الهوام البحرية السامة:
قالوا يجب أن تعالج بالترياقات وبما تعالج به السموم الباردة وبأدوية الرتيلاء وترياقاته والحمد لله وحده.

.الفن السابع: الزينة:

يشتمل على أربع مقالات:

.المقالة الأولى: أحوال الشعر والحزاز:

.فصل في ماهية الشعر وما يتعلق به:

الشعر يتولد من البخار الدخاني إذا انعقد في المسام ونبت عليها بما يستمد من المدد وخصوصاَ إذا كانت رطوبة البدن لزجة دهنية ليست بمائية ولا طينية كما أن الأشجار الدهنية لا ينتشر ورقها.
وقد قيل في الكتاب الأول في سواده وشيبه وسائر ألوانه ما قيل لكن المتعلق من الكلام فيه بالزينة تدبير جوهره بالإنبات والتمريط وتدبير عدده بالتكثير والتقليل وتدبير حجمه بالتغليظ والتدقيق والتطويل وتدبير شكله بالتسبيط والتجعيد وتدبير لونه بالتسويد والتشقير والتبييض ونحن متكلمون في هذه المقالة على هذه المعاني.
الشعر يبطل أو ينقص إما بسبب في المادة أو بسبب في الشيء الذي فيه ينبت والسبب في المادة أن تقل أو تعدم والقلة إما بسبب ما يغمره أو يغيّره أو بسبب قلة أصل الجوهر مثل قلة البخار الدخاني في الصبي والمرأة لكثرة البخار الرطب فلا تنبت لحيته وأما قلة أصل الجوهر فإما العارض وإما لانتهاء الطبيعة إليه.
أما الذي للعارض فكما يعرض للناقهين إذا شفتهم الأمراض الطويلة والسلية والدقية فلم تبق لهم مادة يعتذي منها الشعر فيسقط ولا ينبت مثل ما يعرض للنبات المستسقى إذا لم يسق وكما يعرض للخصيان من تشبههم بالنساء في الرطوبة والبرد بسبب خصائصهم وبسبب أن ما كان يتكون منياً يتراكم فيهم ويبرد ويتأدى برده إلى الأعضاء الشريفة فيبردها فلذلك لا تتحلل رطوباتهم إلى الجفاف وما تحلل لا يبقى في المسام لقلته ورقته بل يخرج وكما يعرض لمن أدام العمائم الثقال على رأسه.
وأما الذي هو من طريق الطبيعة فكالصلع فإن الصلع يحدث لقصور مادة الشعر عن الصلعة وذلك لقلتها أو لتطامن الدماغ عما يماسّه من القحف فلا تسقيه سقيه إياه وهو ملاق.
وأما الذي يكون لسبب في الشيء الذي فيه ينبت فهو على ثلاثة أوجه إما أن لا تنفذ فيه مادة الشعر وإما أن تنفذ فيه فلا تحتبس وإما أن تفسد فيه وتستحيل إلى كيفية غير ملاءمة لتكون الشعر عنها وإنما لا تنفذ فيه لانسداد مسامه وإنما تنسد مسامه لشدة تلززه ليبسه كما هو من المعاون على الصلع ويسرع في حار المراج لسرعة جفافه ولذلك يكثر على المستعدين للصلع شعر البدن والصدر لحرارة المراج وهؤلاء فإن القليل من شعرهم صعب الانتتاف أو لتلززه بسبب آثار قروح سالفة كما هو الحال في القرع.
والذي لا يحتبس فيه فهو لشدة تخلخله واتساع مسامه كما هو إحدى المعاون في أن لا تنبت اللحية ويكون الباقي من شعر هؤلاء رقيقاً سهل الانتتاف وفي آخر العمر لما يبس المراج فضاقت المسام مع رطوبة مراج لقلة الحرارة أثر في أن لا يكون صلع كما للنساء والخصيان.
والذي يفسد فيه فإما لخلط مسكن خبيث.
كما في داء الحية والثعلب وإما لقروح رديئة أكالة كما يكون في بعض أصناف القرع.
والصلع تعسر معالجته وإن كان قد يمكن دفعه قبل أن يبتدىء أو تأخيره والذي يقول بقراط من أن الصلع إذا عرض لهم الدوالي نبتت شعورهم نعني به المتمرطين بداء الثعلب ونحوه وشعر الحاجبين والأشفار لا ينتثر سريعاً بسبب أن منبتها حصيف غضروفي حافظ ولذلك يتأخر الصلع في الحبشة والزنج لشدة ضبط جلودهم لشعورهم فإن الصلب لا ينثقب فلذلك يقل معه الشعر لكنه يحفظ الشعر فلا ينتثر سريعاً ولا يتمرط.
واللثغ لا يصلعون لكثرة رطوبة.
فصل في الأدوية الحافظة للشعر:
الأدوية الحافظة للشعر هي التي فيها حرارة لطيفة جذابة وقوة قابضة والتي فيها خواص نفعل بها وقد ذكرنا بسائط هذه الأدوية في الأدوية المفردة وذكرنا أيضاً في القراباذين مركبات ونذكر ههنا من الأدوية ما هو أليق بهذا الموضع.
والأدوية البسيطة التي تصلح لحفظ الشعر وتدارك أخذه في التساقط على الجملة إلى أن تشترط من بعد الشروط الواجبة في تدبيرها من أمثال هذ: الآس وحبه واللاذن والأملج والهليلج الكابلي والمر والصبر والبرشياوشان وقد يقع فيها العفص لقبضه والفيلزهرج خصوصاً مع شراب قابض أو دهن الآس أو دهن المصطكي أو ماء الآس أو عصارة ورق الازادرخت وأيضاً حراقة شجرة بزر الكتان محرقاً مع بزره طلاء بدهن وأيضاً قشور الجوز محرقة إذا خلط بدهن الآس والشراب القابض ومسح به وخصوصاً للصبيان.
ومن المركبات: حبّ الآس والعفص والأملج يطبخ في دهن الورد أو دهن الآس على الوصف المعلوم ويستعمل وأيضاً ورق الآس الرطب واللاذن والعوسج وأطراف السرو وحب الآس يغلف بها الرأس مدقوقة مدوفة بالزيت.
وأيضاً: حبّ الاس الأسود وبزر الكرفس وأطراف الآس وبزر السلق وأطراف العوسج جزء جزء برشياوشان لاذن نصف جزء نصف جزء الشراب الأسود ستة أجزاء تهرى فيه الأدوية طبخاً حتى يبقى ثلث الشراب ثم يلقى عليه زيت مطيب بالسعد والسنبل جزأين ويعاد طبخه حتى يغلي ثلاث غليات ثم يصفى الماء والدهن عن الأدوية بعصر شديد ويجعل في برنية ويخضخض ويستعمل عند الحاجة فإنه حافظ مسود.
وأيضاً: بزر الكرفس وبزر السلق وبرشياوشان وكندر من كلِّ واحد أوقيتين الجوز خمسة عشر عدداً قشور أصل الصنوبر رطل يشوي الجميع ليلة في التنّور وقد جعل في قدر مطين ويترك حتى يحترق جميعه احتراقاً مسحقاً ويسحق ويلقى عليه رطل من شحم الدب فهو أجود أو من شحم الأوز ويرفع وكلما احتيج إليه ديف في دهن مطيب ويستعمل وينفع أيضاً من الصلع المبتدىء.
وأيضاً: يؤخذ رطل ونصف شراباً قابضاً ومن اللاذن أوقية ومن قشور الصنوبر محرقة أوقيتين برشياوشان محرقاً مثله شحم الدب رطل عصارة عنب الثعلب أربع أواق ونصف يطبخ اللاذن في الطلاء حتى يثخن وتلقى عليه الأدوية ويخلط ويرفع فمتى أحتيج إليه أخذ منه شيء في دهن مطيب وخيره دهن الناردين ويطلى وقد يطلى بلا دهن.
وأيضاً مما هو خفيف: أن يؤخذ المرّ واللاذن ودهن الآس وخصواً ما اتخذ من دهن الخيري وماء الآس طبخاً وشراب قابض ويخلط على ما توجبه المشاهدة ويطلى به.
وأيضاً: يؤخذ ورق شقائق النعمان مع دهن الآس ويمسح به الرأس ويترك ليلة ثم يستحم فإنه يحفظ ويسوّد.
وأيضاً يؤخذ لاذن وبرشياوشان ورماد قشور الصنوبر وشحم الدبّ ومن الشراب العفص ما يكفي مخلوطاً بمثل دهن المصطكي أو الآس وأيضاً يؤخذ الحناء المدقوق مثل الهباء نصف رطل ومن العفص الأخضر المدقوق عشرة دراهم مضافاان إلى مثلهما من الخل الحاذق ويقطر بالقرع والإنبيق فإن الحاصل من التقطير يحفظ الشعر.
وأيضاً يؤخذ برشياوشان ولاذن سواء ودهن الآس ما يكفي وأيضاً يؤخذ كندر وخرء الضب وخرء القنفذ البحري من كل واحد خمسة دراهم سذاب جبلي درهمين يسحق بشراب قابض ويخلط مع شحم الدب ويستعمل.
فصل في دواء يحفظ شعر الحواجب:
يؤخذ ورق شقائق النعمان أربعة رعي الحمام وأصوله وأطراف التين من كل واحدٍ واحد لاذن ثلاثة برشياوشان إثنان يسحق الجميع ويستعمل بدهن المَصطِكَى مثله أيضاً أصل الفاشرا أو أصل الأشراس ورماد شجرة الصنوبر الطري من كل واحد جزء ورق جزآن يخلط بدهن الآس المطيّب فهذا هو الكلام الأكثري.
لكنه إن كان السبب يبس مراج وقلة دم رَفه البدن وغَذه بما هو جيد الغذاء دسمه وبه ميل إلى حرارة لطيفة واترك كل حامض ومالح وعفص واهجر الباه واهجر من الشراب ما كان عتيقاً وأدم الاستحمام بالمياه العذبة ولا يقرب من البدن نطرون ولا أشنان ولا صابون بل مثل دقيق الباقلا وحب البطيخ وطين وبزرقطرنا ونحوه.
وإن كان لتقبض المسام جداً احتيج إلى ما يحلل ويخلخل فوجب أن يجعل في الغذاء ما يفتح مثل الخردل والثوم والكراث ويطلى الجلد أيضاً بمثل الثافسيا والخردل والفوتنج والسذاب والبصل ويستعمل الحمام بمياه محللة ويغسل الرأس بالبورق وبزبد البحر ويجب أن يجتنب صاحبه الأدهان.
والذي للتخلخل تنفع منه الأدوية المذكورة التي أكثر ميلها إلى القبض والأطلية والأدهان القابضة ودخول الحمام واستعمال الفاتر ثم إردافه بالبارد دفعة.
فصل في مطولات الشعر:
أكثر مطولات الشعر ما في جوهره لزوجة يمكن أن يأخذ منها الشعر وهو مثل ورق السمسم وورق القرع والأدهان التي فيها حرارة وقبض مثل دهن السوسن محرقاً مع شمع أو كما هو ودهن الحناء ودهن الآس خاصة وقد ينفع في ذلك غسل الرأس بنقيع الحنظل. ومما ينفع في ذلك أن يؤخذ اللاذن ويذاب الجيد منه في قدح مطين على الجمر اللطيف إذابة في زيت ويذرّ عليهما شيء من نوى محرق ويمرج الجميع على الجمر مرجاً لطيفاً ويستعمل.
ولورق الازادرخت ولماء ورقه خاصية جيدة في ذلك ولفحم بزر الكتان مستعملاً بدهن الشيرج.
مركب: يؤخذ ورق الأزادرخت والبرشياوشان الحديث الرومي والمر والأملج ويغلف به الرأس في بعض الأغسال المعروفة وأيضاً الخردل يجعل في طبيخ السلق ويغسل به الرأس ويدهن بعده بدهن الآ أو دهن الأملج.
مركب جيد: تؤخذ مرارة الثور ومرارة الذئب وإهليلج كابلي وبليلج وأملج وسبادداوران وعفص صحاح من كل واحد جزء يدق ويربى بعصارة عنب الثعلب سبعة أيام ثم يجفف ويستعمل طلاء بشيء من البطيخ بعد غسل الرأص واللحية بماء وعسل وزجاج مدقوق.
أيضاً شعير مقشر ثلاثين درهماً أملج خمسة يطبخان في الماء طبخاً شديداً حتى يأخذ الماء قوتهما.
ويطبخ في ذلك الماء دهن البنفسج مثل نصف الماء ولاذن وزن ثلاثة دراهم وورق السمسم وورق الخطمي وورق القرع رطباً أو يابساً وزن عشرة عشرة لا يزال يطبخ حتى نسخة أخرى: تنسب إلى الكندي شير أملج عشرين درهماً يطبخ برطلين من الماء إلى الربع ويصب عليه مثله دهن الناردين وشعير مقشر وشيء من اللاذن ويطبخ حتى يذهب الماء ويبقى الدهن.
فصل في منبتات الشعر القوية:
وفيها علاج ما يمكن علاجه من الصلع ومن انتثار الحواجب ونحو ذلك جميع الأدوية التي نذكرها في باب داء الثعلب وجميع وجه التدبير من ذلك الرأس وتحميره واستعمال الشحوم عليه ثم استعمال الأدوية القوية الجذب والتحليل معاً الخاصة بداء الثعلب فهي نافعة في الصلع وإنبات الشعر في المرط وفي الحواجب وفي اللحية ولقشور أصول الغرب بالزيت تقوية وفعل عجيب في الحفظ مع تسويد.
وأما الأدوية التي من عزمنا أن نذكرها ههنا وإن كانت أيضاً نافعة في داء الثعلب بعد اعتبار ما ذكرناه في آخر باب حفظ الشعر فهي هذه.
ونسخته: تؤخذ الذراريح الطرية مقطوعة الأرجل والرؤوس مجففة في الظل وتسحق في دهن البنفسج أو تطبخ فيه أو في زيت حتى تغلظ وتطلى به حيث شئت فينفط ثم ينبت الشعر وكذلك عسمل البلاذر إذا جعل على المواضع التي تمرّط شعرها أو يسحق الكندس في دهن البيض ويطلى به حيث شاء الإنسان مراراً فينبت الشعر.
أخرى: أو يؤخذ حافر حمار محرقاً وقرون محرقة ويطلى بدهن الخلّ فإنه قوي.
وأما بيض النمل مع دهن البان فهو مما عدّ في المنبتات وعند عامة الناس أنه مما يمنع النبات ومما جرب العظاءة التي تكون في البيوت تموت تجفف وتسحق وتطلى بالدهن.
وأيضاً سحيق الزجاج الفرعوني مع الزئبق.
ومما هو أخف من ذلك أن يؤخذ فهو وصلاية من رصاص ويجعل بينهما دهن من الشعرية أو شحم مما عرف ويسحق حتى تنحل إليه قوة من الرصاص ويلطخ به ويضمّد الموضع بورق التين المسلوق جيداً وإلى قوة ما وأيضاً يؤخذ لبّ عشرين بندقة ويشوى حتى ينسحق ويجمع بدهن الفجل أيضاً أو يؤخذ أو من الحشيشة المسماة خركوش ومن قضيب الحمار وطحاله مشويين من كل واحد نصف رطل ومن اللاذن عشرون وزنه يخلط الجميع بعد حلّ اللاذن في الشراب ويستعمل.
وأيضاً ومما ذكر فيغلريوس يؤخذ شحم الثور مملحاً ستة وتسعون درهماً الأشنأن والثافسيا من كل واحد ثمانية عشر درهماً مر ثمانية دراهم لاذن مثله برشياوشان ثمانية وأربعون درهماً قضيب الحمار ثمانية وأربعون درهماً طحال الحمار ستة وتسعون درهماً يشوى طحال الحمار وقضيبه وينحت ويجمع الجميع بشراب أسود يحلق الرأس ويطلى به ويترك خمسة أيام ويغسل ويراح يومين ثم يعاد فإن تقرح عولج الموضع بشحم الأوز.
وأيضاً لقريطن تؤخذ بطون ستة من الأرانب وتجفف ناعماً وتحرق في قدر مطين فخار ويلقى عليه من ورق العوسج ومن ورق الآس مثله ومن البرشياوشان تسع أوق ويحرق مرة أخرى في إناء زجاج ثم يسحق ويخلط بثلاثة أرطال من شحم الدب ومثلها دهن الفجل ويرفع ويستعمل عند الحاجة في دهن مطيب.
وحب الغار ودهن الفلفل ودهن الخروع كل ذلك مما يعين على الإنبات.
وأيضاً يؤخذ رماد القيسوم إذا خلط بالزيت العتيق أنبت اللحية البطيئة النبات ورماد الشونيز بالماء وخصوصاً للحواجب وأيضاً للحواجب تحرق جوزتان إلى أن تنسحقا فقط ويجمع إليهما مثقال من نوى التمر المحرق كذلك بغير استقصاء وخمسة عشر فلفية ويطلى بدهن ورد وأيضاً يؤخذ رماد القيسوم وبندق محرق ولاذن وذراريح وكندس يغلي في دهن بان في مغرفة حتى يسود ويمرج بمثله غالية ويدلك الموضع ويطلى به وأيضاً برشياوشان وحب الآس وبزر الكرفس يحرق قليلاً حتى يسود ويجمع بشحم دب ودهن فجل.
دواء: ينبت الشعر في الحواجب يؤخذ كندر أربع درخميات خرء التمساح وخرء القنفذ البحري وسذاب جبلي درخمي درخمي يسحق بشراب قابض ويخلط بشحم الدبّ ويستعمل.
آخر: للتمرّط في الحواجب القديم الصعب من داء الثعلب أو غيره ونسخته: يؤخذ من الشيح جزء من زبد البحر ثمانية أجزاء ومن الأوفربيون وحب الغار ثلاثة ثلاثة.
زفت رطب أربعة يداف الزفت في دهن السوسن ويذاب فيه الفربيون ثم تخلط به سائر الأدوية.
آخرمثله: يؤخذ أصل القصب المحرق سبعة رماد الضفادع خمسة بزر الجرجير أربعة أصل الأشراس ثلاثة يسحق بدهن الغار ويستعمل.
فصل فيما يحفظ داء الثعلب وداء الحية:
قد علمت أن السبب في تولد داء الثعلب مادة رديئة مستكنة في الجلد وفي منابت أصول الشعر فتفسد أصول الشعر أكلاً لها ومنعاً للغذاء الجيد إياها وسمّي داء الثعلب لعروضه للثعالب والفرق بينه وبين داء الحية أن داء الحية ليس إنما ينتثر فيه الشعر فقط بل تنسلخ معه جلدة رقيقة كما يعرض للحية وربما عرض فيها تشكل ناتىء كشكل الحية والمادة التي تورث داء الثعلب وداء الحية قد تكون صفراوية وقد تكون سوداوية وقد تكون بلغمية وقد تكون من دم فاسد ويستدلّ عليه من التدبير المتقدم.
ومن الأعراض التي تصحبه مما يدلّ على الخلط الغالب مما عرفت وقد يستدلُ على سرعة برئه وبطئه بما يرى من سرعة احمراره بالدلك والحلق لسرعة انجذاب الدم إليه أو بطئه على أن الدلك الكثير يقرح فيمنع نبات الشعر.
فصل في العلاج:
لا شك أن صواب التدبير في استفراغ ذلك الخلط الفاعل أولاً وإدخال الأغذية الحسنة الكيموس جداً إلى البدن مما تعلمه والشراب المعتدل الممروج المائل إلى أثر من الحلاوة قليل مع رقة وصفاء فإن هذا أغذى والحمام ينفعه قبل كل دلكة وبعدها ويبتدىء أولاً باستفراغ البدن عن الخلط الفاعل بالأدوية المخرجة له أو بالفصد إن أوجبت المادة ذلك ثم باستفراغ الرأس عنه بما عرفته من السعوطات والنشوقات والغراغر مما هو مذكور في باب تنقية الرأس بحسب فصل فصل ثم الإقبال على الجلدة وتنقيتها عما استكن فيها بإخراجه عنها وتحليله وتستعجل في ذلك لئلا تكتسب الجلدة كيفية راسخة رديئة.
ولا شكّ في أن الأدوية المستفرغة من الموضع للمادة الخبيثة يجب أن تكون مقطعة ومحلّلة تحليلاً لا تبلغ التجفيف لشدة التسخين فيفيد الجلد جفافاً يكون في الآجل سبباً لسقوط الشعر وإن كان في العاجل لعله أن يذهب بداء الثعلب فإن كان حاراً قوياً كالثافسيا وهو أصل في الباب الذي لا بد منه كسرت حرارته بالأدهان المعتدلة تغلب عليه وبالمياه برفق فيها وأجوده الحديث والذي أتى عليه سنون ثلاث ضعيف ومن حق القوي أن يقلل قدره ويكثر مراجه ويسرع أخذه عما طلي به ومن حقّ الضعيف أن يفعل بالضد.
ويجب أن تكون لطيفة والألم تنفذ قوتها في غور الجلد ويجب أن تكون في تلك الإدوية تقوية ومنع لئلا يقبل الرأس مادة خبيثة ولا يجب أن يصحب تلك القوة قبض كثير يمنع المادة عن الورود إلى الموضع ثم النفوذ في مسامه ويجب أن تكون فيها قوة جذب للدم الجيد وبخاره العلك من البدن بعد تحليله للفاسد الذي في الجلد ليجمع تحليلاً للفاسد القريب وجذباً للجيد البعيد وذلك بعد التنقية.
وإذا استعملت هذه الأدوية فيجب أن تراعي تأثيرها وتبدأ به مضعفة بالمراج والتقليل وتنظر فيما كان منها فإن وجد المرض محتملاً والأثر سليماً زيد في القوة والمقدار وإن لتم يحتمل وعظم الأثر نقص بالمقدار أو بالمراج واجتهد حتى لا يؤدي إلى تقريح وتوريم وخصوصاً في الأبدان اللينة المراج أو السن أو الجنس.
وإن أدى إلى توريم وتقريح تدورك ذلك بالشحوم وطليها عليه مثل شحم البط والدجاج ومثل القيروطي الليّن فإذا سكن عوود بالقدر الذي يحتمله وإذا عظم الأثر فتر لا يزال يفعل ذلك حتى يتحلل الفاسد وينجذب الجيد.
وعلامة تأثيرالدواء فيه أن.
يحمّر بدلكات ألين وأقل عدداً من الدلكات التي كان يحمر بها قبل استعمال الدواء فان لم يتغير الحال فاعلم أنه يحتاج إلى دواء قوي وإذا كان لا يحمر دُلِك بالخرق الخشنة أشد دلك حتى يخاف الانقشار ثم دلّك بمثل البصل فإن لم يحمر لم يكن بد من شرط موجع وطلي بمثل الثوم.
ومما يحتاج إليه في تنقية الجلد عن مادة داء الثعلب الرديئة العَلَق والمحاجم وغرز الإبر الكثيرة وأيضاً التنقيط بالأدوية الحادة التي سنذكرها وتنقية ما تنقط وتبرئته ليخرج الشعر عنه ومما يعين في تحليل المادة لبس قلنسوة مؤبرة دائماً ليلاً ونهاراً فانه يحلل ويعرِّق ويجب أن يحلق في كل يومين أو ثلاثة بالموسى وكلما نبت حلق.
ويجب قبل استعمال الأطلية أن يحلق الرأس ويُدَلك على ما قلنا بخرقة خشنة أو بمثل البصل أو قشور الفجل حتى يحمر ويصير قليلاً لقؤة الدواء متفتّح المسام وربما ناب الحمّام عن الدلك وإن لم يحلق رقّق الحواء ليصل إلى الأصل.
فأما الاستفراغات فليستفرغ الصفراوي بطبيخ الهليلج مع قوة من خربق وأفتيمون وبحب القوقايا أيارج فيقرى وأيضاً فإن أبارج شحم الحنظل جيد خصوصاً البلغمي فإن كان هناك سوداء خلط به شيء من الخربق الأسود وإن كان هناك صفراء خلط به السقمونيا وأيارج روفس واللوغاذيا جيدان خصوصاً للسوداوي وكثيراً ما يبرأ بالاستفراغ وحده وأصناف هذه الاستفراغات مما قد أحطت به علماً فيما سلف لك وإن أراد أخف من ذلك سقاه الأيارج المرّ مركباً بشحم الحنظل والتربد في الشهر شربات ثلاثاً أو أربعاً وإذا لم ينجع استفراغ واحد كرّر بعد إراحات فيما بين ذلك وإذا رأيت جلدة الرأس حمراء وعروقها حمراء ممتلئة فصدت بعد الفصد الكلي إن أوجبه الرأي عروق الرأس وعروق الجبهة والصدغين وإن لم ترد ذلك فلا تفعلن شيئاً من ذلك فإن الدم يحتاج إليه هناك.
وأما الغراغر والسعوطات ونحوها فقد عرفتها في باب معالجات الرأس.
وأما الأدوية الموضعية فأقواها الفربيون الذي لم يأت عليه فوق ثلاث سنين يدبر على ما أعطينا من التدبير في القانون وبعده الثافسيا فانه عجيب جداً بالغ ثم الحرف والخردل ورماد الذراريح معجوناً بالزفت الرطب أو ميويزج مسحوقاً بدهن الغار ولبن اليتُّوع ينفط به ويفقأ ليسيل ما تحته فإذا طرح القشر طلع الشعر من تحته والكبيكج يوضع على العضو مدة قليلة ويحتاج إليه في القوي من داء الثعلب وبعد ذلك الكبريت والخربقان وبزر الجرجير ورغوة البورق والصنفان من زبد البحر وقشور القصب وأصوله محرقة وخرء الفار وبعر الغنم محرقاً ودار فلفل والخردل والبندق المحرق وورق التين وكندس وعروق ماميران والقطران وقد يقع فيها مرارة الثور ثم مثل اللوز المر محرقاً بقشره ومثل الكندر المسحوق أياماً في الخل الفائق.
والخرنوب النبطي مَن أدوية هذه العلة.
وأفضلَ الأدهان المستعملة فيه دهن الغار ودهن الخروع.
وأفضل الأدوية الشمعية القطران ثم الزفت.
وأفضل الشحوم شحم الدب وخصوصاً ما عتق لطوخ جيد يلطخ بالخردل والقطران: صفة لطوخ قوي نافع: يؤخذ فربيون ثافسيا دهن الغار من كل واحد مثقالين كبريت حي وخربق أيهما كان أسود أو أبيض من كل واحد مثقال يتخذ قيروطي بشمع مقدار الكفاية.
وأيضاً بورق إفريقي جزأين نوشادر جزء يحرقان ويسحقان في خل ثقيف ويطلى به الموضع بعد الدلك طلياً رقيقاً ويعاد بعد ثلاثة ساعات وقد نشف يداوم ذلك ثلاث أيام فإن تنفط فيفعل به ما تدري.
وأيضاً ذراريح وخردل يطبخان في دهن حتى يصير كالغالِية ثم ينفط به الموضع القوي وتكسر قوته بالمراج للضعيف.
ومما هو أقوى من ذلك وهو عجيب نافع أن يؤخذ الخل الثقيف مع مثله دهن الورد الجيد ويلخلخان ثم يدلك الموضع بخرقة خشنة ويطلى به وأيضاً المسح بغالِية فيها شيء من ثافسيا.
واعلم أن الصبيان تكفيهم الحمية والصبي المراهق يحتمل نصف درهم من حب! لقوقايا ولابن عشر سنين دانقين.
فصل فيما يحلق الشعر:
يؤخذ من النورة جزءان ومن الزرنيخ جزءان ويطلى بهما مع قليل صبر مجعول فيهما فيحلق في الحال وإن جعل من النورة أجزاء أكثر ومن الزرنيخ أقل كان أعدل وإن زيدت النورة كان أبطأ عملاً إلا أنه يعمل وقد تؤخذ النورة والزرنيخ جزءين وجزء يطبخان في الماء طبخاً حتى تسمط الريشة وإن كرّر العمل في ذلك الماء كان أجود والتشميس أجود ويؤخذ ذلك الماء فيطبخ فيه دهن قليل منه في كثير حتى يأخذ قوته ويطلى به وربما ترك ذلك الماء لينعقد ملحاً واستعمل ذلك الملح في الماء.
وأكلاس الأصداف تعمل عمل النورة مع الزرنيخ وتكون ألطف وإن أخذ بدل النورة ماء النورة المكرّر فيه النورة تشميساً أو طبخاً وجعل في الماء الزرنيخ المسحوق كان جيداً وقد يستعمل أيضاً العلق الأخضر التي تكون تحت الجرار وإن أريد أن يكون ما ينبت رقيقاً ألقي في النورة رماد الكرم أو البورق وأكثر تقليبه ثم غسل بدقيق الشعير والباقلا وبزر البطيخ وقد تركب النورة والزرنيخ بمثل ماء الكشك وماء الأرز وقد يجعل فيه المر والمَصْطِكَى وقد يعان بزبد البحر.
فصل في علاج من أحرقته النورة:
يجب أن تقلل تقليبها وتسرع غسلها وقد قدم عليها قبلها دهن الورد فإذا غسل بالماء الحار جلس بعد ذلك في الماء البارد فإن ذلك علاج جيد ثم يطلى عليه عدس مقشّر مسحق بما ورد وصندل وخصوصاً إن أحرق فإن أحرق إحراقاً قوياً فلا بد من مثل مرهم الإسفيذاج ومثل الطلاء بالمرداسنج المربى ببياض البيض ودهن الورد والكافور.
فصل فيما يقطع رائحة النورة:
أن يطلى بعدها بالطين المربى في الطيب أو الطين بالخلّ وماء الورد ولورق الخوخ خاصة في ذلك عجيبة ولورق الكرم وورق الشاهسرم المسحوق والحناء ولنجير العُصفُر والورد والسعد والشُك والإذخر ونحو ذلك فرادى ومجموعة.
فصل في مانعات نبات الشعر:
تمنعه المخدرات المبرَّدة مثل أن يبدأ فينتف.
ثم يطلى بالبنج والأفيون والخلّ والشوكران معها ووحده وأن يكون مطبوخاً في الخل أجود.
وجرم الضفادع الآجامية مجففاً من المانعات إذا سحق وخلط بلعاب بزرقطونا أو عصارة البنج أو الخلّ يكرر ذلك وقيل أن طليه بدهن تفسخت فيه العظاءة طبخاً مما يمنع نباته وكذلك بدهن طبخ فيه القنفذ وربما ادّعى فيه ضد ذلك.
ومما ذكر في ذلك أن يؤخذ القيموليا وإسفيداج الرصاص بالسوية والشبّ نصف جزء سحق بماء البنج الرطب.
وقد زعم قوم أن دم الضفادع الآجامية ودم السلاحف النهرية قد يمنع ذلك قالوا وكذلك دم الخفاش ودماغه وكبده وقد ركبوا دواء من هذه قالوا تؤخذ الضفادع من آجام القصب وتجفف ويؤخذ من قديده ومن دم السلحفاة النهرية المجفف ومن البورق الأحمر ومن المرداسنج ومن صدف اللؤلؤ والمحرق أجزاء سواء يعجن بالماء ويستعمل على نتف الشعر في العانة والإبط وبزر الأنجرة بدهن هو مما ينثر الشعر بقوة.
فصل في المجعدات للشعر:
هي مثل دقيق الحلبة ودهنها والسِدر الأبيض والمر والعفص والنورة والمرداسنج تخلط أو يقتصر على بعضها ويغلف به الرأس وقد يوضع فيها بزر البنج ودهنه وقد يستعمل البنج كما هو وحده والنورة بماء نشيط ويحرق يسيراً داخله في هذه الجملة خصوصاً إذا قرن بها ثلثاها من مجعّد جيد: يؤخذ من العفص والكزمازك وسحالة الإبر وورق السرو أو حبه وحبّ السفرجل والمرداسنج والكثيراء والطين الخوزي والأملج من كل واحد جزء النورة التي لم تطفأ نصف جزء يعجب بماء السلق ويستعمل فإنه مجعد مسَوِّد.
فصل فيما يُسبِط الشعر:
علاجه علاج شقاق الشعر المذكور وبالجملة استعمال الأدهان المرخية واللُعابات المرطبة.
فصل في تشقيق الشعر:
سببه اليبس والغذاء اليابس وتمنعه الأدهان اللينة المعتدلة واللعابات اللزجة كلعاب الخطمي ولعاب بزر قطونا ولعاب ورق الخلاف وجميع ما فيه ترطيب.
فصل فيما يرقق الشعر:
البورق إذا وقع في أدوية الشعر رققه.
فصل في الشباب والشيب:
قد قلنا في غير هذا الموضع في سبب الشباب والشيب والذي نذكره الَآن هو أن الدم ما دام دسماً ثخيناً لزجاً فإن الشعر يكون أسود فاذا أخذ إلى المائية مال الشعر إلى الشيب.
الأشياء المبطئة بالشيب منها تدبير الأسباب الأول ومنها تدبير ما يوصل إلى الشعر نفسه فأما الأول فاستفراغ الخلط البلغمي كل وقت وخصوصاً بالقيء على الطعام وبالحقن أيضاً ويراح ويعاد ثم تستعمل المعاجين والأدوية المشيِّبة التي نذكرها مع استعمال الأغذية الحسنة الكيموس باعتدال من جنس ما يتولد منه دم محمود متين مثل: القلايا والمطجَّنات والمكببات والمشويات دون المرق والثرائد ونجتهد حتى يكون بقدر الهضم فإنه أصل وإذا فسد الهضم فسد الدم.
ويجب إذا كان المراج رطباً جدأ أن تستعمل الأبازير الحارة من الخردل والفلفل والتوابل والكوامخ والمُري وخصوصاً على الريق والسلق بالخردل والاقتصار على شراب قليل صرف واجتناب الفواكه والبقول المرطبة والألبان والسمك والهريسة والعصيدة وشرب الماء الكثير والفصد الكثير ونتف الشعر والسّكْر المفرط والجماع الكئير وإمساس مثل الكافور وماء الورد ودهن الياسمين وماء الياسمين للشعر.
واجتناب كثرة استعمال الماء العذب استحماماً فإن فعل جففه ونشفه بسرعة على أن غسل الشعر حافظ لقوته فإن استحم استعمل مثل شحم الحنظل والشونيز والبورق ومرارة الثور غسولاً.
وأما المعاجين والعقاقير التي تقطع مادة البلغم وتبطىء بالشيب فمثل لوك الهليلج الكابلي كل يوم منه واحدة بالعدد يأتي عليه لوكاً وبلعاَ فإن هذا ربما حفظ الشباب إلى آخر العمر وكذاك الأطريفلات المتخذة من الهليلجات الصغير والكبير والمعجون بالخبث وخير منه أن يكون فيه ذهب ومن هذا ترتيب جيد بهذه الصفة.
ونسخته: يؤخذ الهليلج الأسود والأملج من كل واحد جزء عسل البلاذر المستخرج منه نصف جزء يخلط بالسمن ويعجن بعسل ويستعمل وهذا قوي جداً.
ويجب أن تستعمل قليلاً قليلاَ قدر ما لا يؤثر أثراً رديئاً والأنَقَرْديا قويّ والمثروديطوس قوي والترياق قوي ولحوم الأفاعي حافظة للشباب والقوة إذا اعتيد أكلها.
صفة معجون معتدل جيد: هليلج أسود وبرنج ودار فلفل وأملج وقد يكون بدل الدارفلفل خبث الحديد وسكر يتخذ منها إطريفل.
ومن الجيد المجرب أن يؤخذ زنجبيل وإهليلج كابلي ودارفلفل أجزاء سواء يعجن ويستعمل.
وأيضاً لنا أن يؤخذ من الهليلج الكابلي وزن عشرين درهماً خبث الحديد وزن أربعة دراهم ومن الغاريقون خمسة دراهم ومن الزنجبيل والدارفلفل والقرنفل من كل واحد ثلاثة دراهم يعجن بالعسل ويستعمل ويجب أن يتناول هذه المشببات سنة كاملة وإذا شرب المحبّ للشباب من أمثال هذه المعاجين صبر عليها إلى نصف النهار ثم أكل الغذاء.
فصل في اللطوخات المانعة من الشيب:
جميع الأدهان الحارة المقوية وجميع السبالات التي تشبه ذلك في الطبع حافظة لمراج الشعر على حرارة غريزية لا يتكرج معها ما ينفذ فيها من الغذاء وهذه مثل القطران إذا طلي به يترك أربع ساعات ثم يدخل الحمام.
وهذا أيضاَ علاج لصاحب الرأس البارد المراج وكذلك الزفت الرطب السائل الرقيق وكذلك دهن القسط فإنه قوي جداً ودهن البان ودهن الشونيز أقوى من كل شيء والدهن المتخذ بشحم الحنظل ودهن الخردل والجيد القوي هو أن يتخذ من دهن الخردل ودهن الشونيز بأن يطبخ فيه الشونيز ثم يطبخ فيه الحنظل بعده أو معه.
والزيت المعتصر من الزيتون البري إذا أديم التمريخ به كل يوم منع الشيب.
دهن جيد يؤخذ زيت أنفاق ثلاثة أقساط سنبل أوقية ونصف أظفار الطيب نصف أوقية فقاح الأذخر نصف أوقية تطبخ الأدوية إما في الدهن حتى يبقى ثلثه وإما في الماء حتى يأخذ الماء قوتها أخذاً شديداَ جداً ئم يطبخ الزيت في ذلك الماء حتى يذهب الماء والأصوب حينئذ أن يقلل قدر الزيت ويقتصر على قسط ونصف ثم يؤخذ أوقية إفاقيا فتداف بشراب دهن جيد: يؤخذ دهن حب القطن ودهن الآس ودهن الأملج أجزاء سواء يؤخذ من جملتها رطل ويؤخذ من السعد والسليخة والسنبل والشونيز والقرنفل وشحم الحنظل والقسط والعود الخام وفقّاح الأذخر وقصب الذريرة من كل واحد أجزاء سواء ويؤخذ من جملتها وزن مائة درهم ويطبخ في عصارة الحنظل إن وجد أو في عصارة قشور الجوز قدر أربعة أرطال فإذا انتصف الماء جعل عليه الدهن ولا يزال طبخ حتى يبقى الدهن ويذهب الماء ويُصفّى ويستعمل.
لطوخ جيد: حتى أنه يذهب الحديث منه يؤخذ أقاقيا وعفص وحلبة وبزر البنج والكزبرة اليابسة والسنبل واللاذن وعصارة قشور الجوز مجففة وعصارة شقائق النعمان مجففة وصدأ الحديد وروسختج وأبرنج والشب الأسود يتخذ أقراصاً دقيقة ويجقف ويستعمل في الشهر ثلاث مرات طلاء بماء الأملج أو ماء الَآس.
غلوف جيد: يؤخذ هليلج أسود وأملج وعفص من كل واحد عشرة لاذن عشرين ورق الآس وحبه ثلاثين ثلاثين يجعل في ثلاثة أرطال زيت ويترك فيه ثلاثة أيام ثم يطبخ حتى يغلظ ويغلف به.
ومما جربه من تقدَمَنا وجُرب في زماننا شراب الزاج الأحمر البلخي وزن درهم فإنه ينثر الشيب وينبت بدله شعر أسود لكنه إنما يحتمله القوي البدن المرطوب ويجب أن يستعمل بعده ما ينقي الرئة ويرطبها.